مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/31/2022 12:15:00 م
ما هو النظام الاقتصادي الأمثل؟ - الجزء الرابع - سليمان أبو طافش
النظام الاقتصادي الأمثل
 تصميم الصورة: ريم أبو فخر

 كما ذكرنا سابقاً بأنَّ  الصين تعد أكبر معقلٍ للفكر الشيوعي اليوم، وهي رسمياً دولةٌ شيوعية، ولكننا نجد فيها كبار أثرياء العالم لنرى اليوم ما هو النظام الذي تبنته الدول الأوروبية..

هل دول أوروبا الغربية رأسمالية أم اشتراكية؟

أما المجتمعات الأوروبية الغربية، فهي غالباً ما تعيش في دولٍ رأسمالية، ولكن أبناءها يتمتعون بالكثير من الحقوق والمّيزات التي لا نجدها في الكثير من الدول الاشتراكية، ومستوى الفقر فيها منخفضٌ جداً، وكذلك معدل |البطالة| ومستوى الجريمة، وهذا لا يعني بأن الأنظمة الرأسمالية هي التي حققت لها تلك المكاسب، بل هناك عوامل كثيرة تم اعتمادها إلى جانب الأنظمة الرأسمالية لكي تستفيد تلك الدول من حسنات النظام الرأسمالي وتتفادى سلبياته.

ما هي رغبات معظم الناس؟

لو حاولنا معرفة ما يريده غالبية الناس، لوجدنا أنّهم يتطلعون إلى مجتمعٍ تسوده العدالة والمساواة، وتتساوى فيه الفرص، بحيث يحصل كلُّ مجتهدٍ على نصيبه من الثروة والنجاح، فحب التملك صفةٌ طبيعيةٌ عند البشر، ولكن الاستغلال والهيمنة والاحتكار، أمورٌ مكروهة، ولذلك نرى بأن النظام الاقتصادي الأمثل هو الذي يحتوي على خليطٍ متجانسٍ من جميع الأنظمة، بحيث ينعم غالبة الناس بمستوً جيدٍ من الحقوق والحريّات والميزات.

لماذا تُعتبر الدول الإسكندنافية أفضل الأماكن للعيش؟

لعل أكبر مثالٍ على الدول التي نجحت في تحقيق التوازن بين الأنظمة الاقتصادية المختلفة نجده في الدول الاسكندنافية (السويد، النرويج، الدنمارك، وفنلندا)، فهي تقوم أساساً على |النظام الاشتراكي|، ولكنها تعتمد على قيادة الدولة والمجتمع بأفكارٍ رأسمالية، فالسوق الحرّة موجودةٌ تماماً، ولكل فردٍ في المجتمع حريّة العمل وجني |الأرباح| بقدر ما يريد، ولكن كلَّ ذلك تحت إشراف الدولة، التي تجمع الضرائب المنطقية من الجميع، كما توفّر الدولة التعليم والعلاج المجاني للجميع، ولكثير من المزايا والخدمات.

ما هي الانظمة الاقتصادية المنتشرة في الدول العربية؟

بقي علينا أن نتحدث عن الأنظمة الاقتصادية التي تعتمدها الدول العربية، والحقيقة أن معظم الدول العربية تعتمد أنظمةً مختلطةً بين الرأسمالية والاشتراكية، وقد بدأت آثار ذلك تظهر على بعض الدول مثل دول الخليج العربي، ولكن الكثير من البلدان العربية لا زالت تتعثّر وتنهض حتى الآن، ولا ننسى بأن الكثير من الدول لا تستطيع رسم خططٍ مستقلّةٍ عن العالم الخارجي، فالأطماع الاستعمارية لا زالت موجودةً، والكثير من الأنظمة تعاني من المشاكل الداخلية كالفساد بأشكاله المختلفة، ولا يجب أن نتجاهل نظرية المؤامرة أيضاً.

خلاصة الحديث:

حاولت في هذه المقالة تبسيط بعض |المفاهيم الاقتصادية|، والغوص باختصارٍ في إحدى القضايا التي تشغل بال الكثرين، ولكنني لست مختصاً، فإذا أخطأت فيما عرضته، فأتوقع من أهل العلم أن يعلقوا على تلك الأخطاء، أو ان يساهموا في نشر ما ذكرته بين أصدقائهم.

  بقلمي: سليمان أبو طافش


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.